القلب والعقل كلاهما يريد
إيه من قلب لا يرحم ، طوراً يقودني إلى العزلة فيرسمها بريشة الفنّان الأريب الألمعي ، وطوراً يدفعني إلى العشرة فيجعلها متنفّسي وراحتي من ألمي وشقائي .. يثنيني عن السفر والرحيل مرّة ، ويشوّقني لهما أُخرى .. يحبّب لي الأشياء حيناً ويبغّضها حيناً آخر .. أعيش الكابة والحزن بلا سبب تارةً والسرور والفرح تارةً اُخرى ..
هكذا يرميني في أحضان الحيرة وظُلَم المتاهات ، فلا أدري ماذا أصنع وبأيّ الطريقين أمشي وأسير ، أأترك عزلتي وفيها سكوني وهدوء أعماقي ، أم أهجر عشرتي وفيها صحبتي ورفاقي؟! أاُسافر وفي السفر قلقي وابتعادي ومشاهداتي ، أم أبقى وفي البقاء توقٌ إلى الرحيل شديد ، إلى حيث أرى وأطّلع واستفيد ...
وعلى هذا المنوال تتقاذفني أهواء القلب.
أمّا العقل فلطالما أخفق في مماحكة القلب .. كلاهما يريد ، فالحنايا تريد ونار الشوق تكوي الضلوع ، والعقل بما عنده من الحجّة والدليل