الإمبراطور قد تم بناؤه من طرف شرلكان في ليلة واحدة (١). أثناء حصاره لمدينة الجزائر.
لقد ظل الباب العالي يرسل إلى الجزائر باشوات يمثلون السلطان حتى سنة ١٧١٠ ، وعندما رفض الديوان الممثل للحامية استقبال الباشا ممثل السلطان ، أصبح الداي أورئيس الحامية منذ ذلك اليوم صاحب السيادة في حكم الجزائر وقد أطلق عليه قناصل الدول الأجنبية لقب ملك ، وهو يتمتع بسلطة مطلقة وإن ظل يرسل كل سنة هدية إلى إستانبول اعترافا منه بأحقية السلطان العثماني في تولي أمور المسلمين وشرعيته في تمثيلهم ، وهذا ما جعل دايات الجزائر يحتفلون بتولية السلاطين العثمانيين بإستانبول ويستقبلون في الجزائر بين الحين والآخر القابيجي باشي (Capigi ـ Bachi) أو المرسلون فوق العادة من قبل السلطان العثماني (٢).
__________________
الإسبانية. للتعرف أكثر على أحداث حملة شرلكان ، أنظر هامش رقم ٨٢.
(١) أما قلعة الإمبراطور (Fort lEmpereur) المعروف ببرج الطاووس أو برج السلطان قالاس الواقع أعلى مدينة الجزائر ، فقد عسكر في مكانه الإمبراطور شرلكان عند حملته على مدينة الجزائر فعرف به ، أما إنشاؤه فيعود إلى ما بعد تلك الحملة ، فقد شيده حسن بن خير الدين حاكم الجزائر (١٥٤٣) وطور تحصيناته حسن فينيزيانو وأدخل عليه تعديلات (١٦٥٦) ، وزوده ب ٥٦ مدفعا ، وأثناء الاحتلال الفرنسي لمدينة الجزائر (١٨٣٠) تعرض للتدمير بفعل انفجار مخزن البارود الموجود به.
أما الحصن الذي بني في ليلة واحدة أو في يوم وليلة فهو حصن أربع وعشرون ساعة المعروف ببرج" بوليلة" أو برج" ستّي تاقليلات" الذي أنشأه حاكم الجزائر علج علي عند مصب وادي المغاسل خارج باب الوادي (١٥٩٦) ، وكانت به ثمانية بطاريات تشكل دفاعات مدينة الجزائر في الناحية الغربية.
(٢) بعد فترة الاضطرابات التي طبعت الحكم العثماني المباشر للجزائر على عهد الباشوات (١٥٨٨ ـ ١٦٥٩) ، وبعد أن فشل قادة الجند (الآغوات) في فرض سلطتهم ومواجهة هجمات الأساطيل الأوربية (١٦٥٩ ـ ١٦٧١) ، تولى ديوان الجند شؤون الحكم ، فانتخب أحد أعضائه ليتولى الحكم تحت اسم الداي ، وأصبح الديوان ينظر في شؤون الحكم.