القرن الخامس الميلادي أخضعها جنسريق (Gense؟ric) على غرار إسبانيا لسيطرة الوندال ، وقد طرد القائد البيزنطي بليزير (Be؟lisaire) منها الوندال سنة ٥٣٣ م ، وظلت تحت سيادة بيزنطة حتى فتحها العرب سنة ٦٦٣ م ، وظل هؤلاء يحكمونها بهدوء وبدون مشاكل إلى عهد شرلكان وأثناء ذلك استولى عليها الأتراك وكان الإسبان آنذاك يحتلون وهران وحصونها ، وفي تلك الفترة كان سليم ملك مدينة الجزائر يخشى أن لا يستطيع الوقوف في وجه الإسبان فطلب العون من القرصان الشهير عروج بربروسة ، فاستولى هذا الأخير على البلاد التي استدعي للدفاع عنها واغتال سليم الذي استقدمه ، كما أنه هلك بدوره بعد ذلك في حروبه ضد الإسبان الذين كانوا يحكمون وهران ، فانتخب الجند أخاه خير الدين ليخلفه ، فاعترف بسيادة الدولة العثمانية على البلاد (الجزائرية) وقبل أن يدفع الضريبة للسلطان العثماني سليم (الأول) ، ومنذ ذلك العهد أصبحت البلاد الجزائرية ضمن أملاك السلطان العثماني الذي كان يرسل إليها بين الحين والآخر جماعات الإنكشاريين لتعزيز حاميتها (١).
إن حملة شارلكان البائسة على الجزائر وإقليمها معروفة إلى حد كبير (٢) ١٩ ، ويتناقل الناس هنا أن الحصن المعروف لدى السكان بقلعة
__________________
(١) من المعروف أن البلاد الجزائرية دخلت طوعا تحت السيادة العثمانية في الربع الأول من القرن السادس عشر أثناء الصراع المحتدم من أجل السيادة على حوض البحر المتوسط بين إسبانيا الكاثوليكية والدولة العثمانية ، فبعد استشهاد عروج بجهات تلمسان (الوادي المالح) (١٥١٨) وانتهاج الإسبان سياسة توسعية ، طلب أعيان الجزائر بنصيحة من خير الدين بربروسة الانضمام إلى الدولة العثمانية للحصول على المدد ، وبالفعل التحقت الجزائر بالدولة العثمانية وأمدها السلطان سليم الأول بألفي انكشاري كان لهم الفضل في إبعاد الخطر الإسباني والاستيلاء على القلعة الإسبانية التي كانت تهدد مدينة الجزائر والمعروفة بالبنيون (١٥٢٩).
(٢) حملة الإمبراطور شرلكان على مدينة الجزائر (١٥٤١) تعتبر من الأحداث المهمة في تاريخ المغرب العربي ، فقد وضعت حدا نهائيا للمخططات الإسبانية الهادفة إلى الاستيلاء على شمال إفريقيا والقضاء على النفوذ العثماني بها وإخضاعها للهيمنة