أرغفة في اليوم بالإضافة إلى جرايتهم ، ويتوقف إعطاء الخبز لهم عند ما يتزوجون ، وهذا ما حد من الزواج وجعل عدد الكراغلة ، وهم أبناؤهم من الجزائريات ، محدودا.
يمتلك الجيش المعروف بالحامية السلطة العليا بمملكة الجزائر ، فهو يقيل الدايات ويعين آخرين مكانهم حسب رغبته وغالبا ما تنتهي حياة الدايات بالقتل حتى أصبح الداي الذي يموت دون أن يتعرض للاغتيال ينظر إليه وكأنه ولي صالح ويصبح قبره محل تقدير لكون هذه النهاية نادرة جدا (١). هذا وإن جنود الحامية كلهم يعتبرون متساوين فليس لهم رئيس يخضعون له سوى قائدهم المباشر ، والأشخاص الذين يتميزون منهم بحكم التقدم في السن والوظيفة يتسلمون أجرة أعلى من الآخرين كل واحد حسب سنه ومهمته ، والذين يصلون منهم إلى أعلى المراتب يتقاضون عشرة ريالات في الشهر ،
__________________
مدينة الجزائر وخارجها على ثماني ثكنات وعدد من الحصون. أما الثكنات فهي :
المقرئين ، والبانجية ، والخراطين أو صالح باشا ، وأوسطة موسى ، وثكنة علي باشا ، ويالي أده ، والثكنة القديمة (أسكي) أو الخضارين الفوقانية ، والثكنة الجديدة (يكي) أو الخضارين السفلية.
أما حصون مدينة الجزائر ونواحيها فأهمها حصون القصبة ، وبرج باب عزون ، وبرج الإنكليز ، والبرج الجديد ، وبرج ٢٤ ساعة ، وحصن الإمبراطور ، وبرج النجمة ، وبرج مرسى الذبان ، وبرج الحراش ، وبرج الكيفان ، بالإضافة إلى العديد من مواقع المدفعية (البطاريات) المنتشرة على ساحلها الشرقي حتى تامنتافوست ، وساحلها الغربي حتى سيدي فرج.
(١) بالفعل تعددت حوادث اغتيال الدايات من طرف الموظفين المنافسين أو الجنود الناقمين.
وقد لقي أغلب الآغوات والكثير من الدايات حتفهم بفعل حركات التمرد العديدة والاغتيالات المتكررة ، وحتى بعد استقرار نظام حكم الدايات الباشوات في أواخر العهد العثماني فقد تعرض ستة دايات للاغتيال من مجموع ثمانية تولوا حكموا الجزائر بين ١٧٩٨ و ١٨٣٠.