ليلية ٤٥. أما الأسرى الذين يوضعون في خدمة القناصل أو الأفراد المقيمين بالجزائر فيتمتعون بالحرية مقابل تعويض مالي يسدد كل شهر. أما أسرى الخواص من الجزائريين فيدفعون هذا التعويض للأشخاص الذين يمتلكونهم ، ويسمح لهم بالعمل لتوفير مدخول مالي يمكنهم من تسديد ما يتوجب عليهم إزاء مالكيهم. ورغم الحراسة التي يخضع لها هؤلاء الأسرى فإن في استطاعتهم الهروب على متن قوارب صغيرة يقومون بصنعها خفية في بساتين مالكيهم ، وقد حدثت في المدة الأخيرة محاولة هروب من هذا النوع ؛ وعند القبض عليهم في حال محاولتهم الهروب يتعرضون إلى الضرب بالعصا ، والذي يتم بطريقة لا تؤدي إلى موت الأسير إلا نادرا ، لأن الأسير يعتبر جزءا من ثروة سيده (١).
تخرج سفن إيالة الجزائر للبحث عن الغنائم عادة في بداية فصل الربيع ، وإن كان ليس من المؤكد أن ترفع أشرعتها للإبحار هذه السنة نظرا للاستعدادات الإسبانية في ميناء مالقة لمهاجمة الجزائر ، فمن الراجح أن يتوجه الأسطول الإسباني نحو وهران التي ظلت دوما في حوزة الإسبان الذين يحاولون الآن استرجاعها (٢). وهذا ما جعل البحارة الجزائريين يمكثون في
__________________
(١) كان الأسرى الأوربيون بمدينة الجزائر يتمتعون بحرية الحركة والعمل أثناء النهار ، وإن كانوا ملزمين بقضاء الليل في سجون عامة عرفت بالبانيه (Bagnes) ، وهي أشبه بالملاجئ الليلية منها بالسجون المحروسة ، ويبلغ عدد هذه السجون خمسة وهي :
سجن كورغلي ، وسجن علي ماضي ، وسجن البايليك ، وسجن سانت كاترين ، وسجن راباحي ، وسجن سيدي حسان. مع العلم بأن عدد الأسرى الأوربيين بالجزائر تناقص من ٢١ ألف سنة ١٦٦٢ إلى ٢٠٠٠ سنة ١٧٢٤ ، نظرا لتراجع نشاط البحرية الجزائرية أمام تزايد قوة الأساطيل الأوربية.
(٢) حاول الإسبان تنفيذ مخطط توسعي بسواحل المغرب العربي ، وتنفيذا لهذا المشروع استولوا على عدد من المراكز الساحلية الجزائرية منها : المرسى الكبير (١٥٠٥) ووهران (١٥٠٩) ، بقيادة رايمون القرطبي وزعامة الكاردينال خيمينيس (Don F.Xime؟nes de Cesne؟ros). وارتكب الإسبان أثناء استيلائهم على وهران مذابح فظيعة ، فقد