لأول مرة الأطلس الصغير بصخوره التي لا يمكن اجتيازها في العديد من الأماكن ، وأن أقوم بتسلق بعض منها ، وفي نيتي أن أزور الآخر (الأطلس الكبير) عندما أسافر إلى تونس ونواحيها وأنتقل إلى موريطانيا الطنجية.
وفي ٢٧ أبريل كنا في انتظار الآغا قائد المحلة ، إذ بدون مرافق لا يمكن لنا التقدم أكثر في سفرنا ، وبعد أن قضينا الأيام السابقة في جمع النباتات تابعنا طريقنا بصحبة هذا الضابط (الآغا) قائد المحلة ، والذي من الواجب علينا الاعتراف بجميله نظرا للحفاوة التي أظهرها لنا في هذه الرحلة ، وكانت مجموعة الجند (المحلة) التي يقودها مؤلفة من مائة وخمسين فارسا كل واحد منهم مسلح ببندقية وغدارتين وسيف قصير ، بينما حملت الخيام ومتطلبات السفر على ظهور البغال التي كانت تنطلق قبل طلوع النهار وتتقدم علينا في السير بنحو نصف ساعة حتى يهيئ لكل واحد منا مكانا مخصصا له عند توقفنا.
هذا ومنذ اللحظة التي التحقنا فيها بهذه المحلة لم تعد تشغلنا متطلبات الأكل وغيرها من احتياجات السفر. فسكان تلك الجهات من بربر وعرب كانوا يخصوننا بكميات أوفر من الطعام الذي كان يحضر حسب الطريقة المتبعة في تلك البلاد. ولكوني طبيبا أوباربييرو ، حسب اصطلاحهم ، فقد كان الطعام يقدم لي مباشرة بعد الآغا ، وقد كلفتني هذه المعاملة بعض الأدوية التي كنت قد حضرتها مسبقا ، فقد كنت أقوم بتوزيعها على المرضى من جنود المحلة أو سكان تلك البلاد. ونظرا لاعتزامنا الارتحال ومتابعة سيرنا في الصباح عندما يكون الطقس منعشا فإننا كنا نأوي إلى خيامنا باكرا حتى لا نتعرض للحرارة التي تشتد كثيرا مع تقدم النهار ، وهذا ما سمح لي أن أخصص بقية يومي لتسجيل ملاحظاتي العلمية.
وفي يوم مغادرتنا للبليدة رافقت الآغا في رحلة لصيد الخنزير البري ، فلم ألاحظ شيئا غير عادي غير سرعة الخيل وكثرة سكان الجبال الذين اجتمعوا من أجل جولة الصيد هذه ، ولم يعرض علينا سوى الخنازير البرية