نهديها كأنهما رمانتان ، ولها ردفان ثقيلان ، فراودها عن نفسها فقالت : يا أمير المؤمنين ! هجرتني هذه المدة وليس لي علم بملاقاتك ، فأنظرني إلى غد حتى أتهيأ وآتيك » . ( إعلام الناس للإتليدي / ١٠٢ ) .
ولم تكن بنات هارون وأخواته أفضل من تلك الجارية !
ففي الامامة والسياسة لابن قتيبة : ٢ / ١٧٢ : « استأذنته أخته فاختة بنت المهدي وشقيقته في إتحاف جعفر ومهاداته فأذن لها ، وكانت قد استعدت له بالجواري الرائعات والقينات الفاتنات ، فتهدي له كل جمعة بكراً يفتضها ! إلى ما تصنع له من ألوان الطعام والشراب والفاكهة ، وأنواع الكسوة والطيب ، كل ذلك بمعرفة أمير المؤمنين ورأيه !
فاستمرت بذلك زماناً ومضت به أعواماً ، فلما كانت جمعة من الجمع دخل جعفر القصر الذي استعدت به ، ولم يُرع جعفر إلا بفاختة ابنة المهدي في القصر كأنها جارية من الجواري اللاتي كن يهدين له ، فأصاب منها لذته وقضى منها حاجته ولا علم له بذلك ! فلما كان المساء وهمَّ بالانصراف ، أعلمته بنفسها وعرفته بأمرها ، وأطلعته على شديد هواها وإفراط محبتها له » !
١٤ ـ وكان يشرك قاضي قضاته في هزله ولهوه ! ففي اللطائف للثعالبي / ٢٢ ، أن هارون وزبيدة تحاكما إلى أبي يوسف القاضي : « في الفالوذج واللوزينج ، أيهما أطيب ! فقال أبو يوسف : أنا لا أحكم على غائب ! فأمر باتخاذهما وتقديمهما إليه فجعل يأكل من هذا مرة ومن ذلك أخرى حتى نظف الجانبين ! ثم قال : يا أمير المؤمنين ما رأيت أجدل منهما إن أردت أن أسجل لأحدهما ، أدلى الآخر بحجة » !