ولم تشفع له مكانته السياسية وتاريخه الذي قال عنه في تاريخ بغداد : ١٢ / ٣٣٢ : « الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي ، أخو جعفر وكان رضيع هارون الرشيد ، وولاه الرشيد أعمالاً جليلة بخراسان وغيرها ، وكان أندى كفاً من أخيه جعفر ، إلا أنه كان فيه كبر شديد ، وكان جعفر أطلق وجهاً وأظهر بشراً » .
وفي تاريخ بغداد : ١٢ / ٣٣٢ : « عن العتابي قال : كنا بباب الفضل بن يحيى البرمكي أربعة آلاف ، ما بين شاعر وزائر » . ( تاريخ بغداد : ١٢ / ٣٣٤ ) .
« ولما غضب هارون على البرامكة وقتل جعفراً ، وخلَّدَ الفضل في الحبس مع أبيه يحيى فلم يزالا محبوسين حتى ماتا في حبسهما » . تاريخ بغداد : ١٢ / ٣٣٢ ، والطبري : ٦ / ٤٤١ .
ومات يحيى وعمره ٤٥ سنة ، قبل هارون بخمسة أشهر . ( الطبري : ٦ / ٥٢٤ ) .
والسؤال هنا : لماذا رفض الفضل بن يحيى البرمكي أمر هارون له بالتضييق على الإمام الكاظم عليهالسلام ثم بقتله ؟ وهل كان غضب هارون عليه بسبب ذلك ؟
والجواب : أنه لاتفسير لمخالفة الفضل لهارون ، إلا أنه رأى كرامات الإمام عليهالسلام فتشيع أو لم يتشيع لكنه تحرَّج من تنفيذ أمر هارون ، وتحمل أن يُعَرِّض نفسه لغضبه !
ويوجد مؤشر على أن الفضل كان ترك شرب الخمر مع هارون ، توبةً أو أنفةً لأنه ينقص من مروءته ! ففي تاريخ الطبري : ٦ / ٤٨٩ : «كان الرشيد قد عتب على الفضل بن يحيى وثقل مكانه عليه لتركه الشرب معه ، فكان الفضل يقول : لو علمت أن الماء ينقص من مروتي ما شربته » !
والسؤال الثاني : هل يمكن القول إن سبب
نقمة هارون على البرامكة ، أنهم فكروا بانقلاب على العباسيين لمصلحة العلويين ، أو أنهم تعاطفوا مع الإمام الكاظم عليهالسلام في