هذه السنة أعني سنة ثلاث وثمانين ومائة ، لخمس بقين من رجب ببغداد وقبره مشهور هناك ، وعليه مشهد عظيم في الجانب الغربي من بغداد » .
أقول : يفهم من قوله عليهالسلام : « يا رب إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي » ! أن السم قدم له مرات قبل ذلك وعرفه الله إياه فتجنبه ، وكان تناوله عليه حراماً ، أما في هذه المرة فكان مأموراً بتناوله !
كما لايتنافى مع ما رواه في رجال الطوسي ( ٢ / ٨٦٣ ) : « عن عبد الله بن طاووس ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليهالسلام ... إن يحيى بن خالد سم أباك موسى بن جعفر صلوات الله عليه ؟ قال : نعم سمه في ثلاثين رطبة ، قلت له : فما كان يعلم أنها مسمومة ؟ قال : غاب عنه المحدث . قلت : ومن المحدث ؟ قال : ملك أعظم من جبريل وميكائيل كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو مع الأئمة صلوات الله عليهم وليس كل ما طلب وجد » ! فإنها تدل على غياب روح القدس عند تناوله الطعام ، فكأنه عليهالسلام أمره إن غاب عنه ، أن يأكل ما يقدمونه له !
ولا يرد الإشكال : كيف يأذن أو يأمر الله تعالى عبده بأن يتناول السم ؟ لأن تكليف المعصوم عليهالسلام غير تكليفنا ، ولأن الله تعالى : لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ .