فلما كان بعد ذلك ، حُوِّلَ إلى الفضل بن يحيى البرمكي فحبس عنده أياماً ، فكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل يوم مائدة ، حتى مضى ثلاثة أيام ولياليها ، فلما كانت الليلة الرابعة قدمت مائدة للفضل بن يحيى فرفع عليهالسلام يده إلى السماء فقال : يا رب إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي ! فأكل فمرض فلما كان الغد جاءه الطبيب فعرض عليه خضرة في بطن راحته ، وكان السم الذي سُمَّ به قد اجتمع في ذلك الموضع ، فانصرف الطبيب إليهم فقال : والله لهو أعلم بما فعلتم به منكم ، ثم توفي عليهالسلام » ! ونحوه أمالي الصدوق / ٢١٠
وفي مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٤٤٠ : « وقال أحمد بن عبد الله : لما نقل الكاظم عليهالسلام من دار الفضل بن الربيع إلى الفضل بن يحيى البرمكي كان ابن الربيع يبعث إليه في كل ليلة مائدة ومنع أن يدخل من عند غيره حتى مضى ثلاثة أيام ، فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدة البرمكي قال : فرفع رأسه إلى السماء فقال : يا رب أنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت أعنت على نفسي ! قال فأكل فمرض ، فلما كان من الغد بعث إليه بالطبيب فقال عليهالسلام : هذه علتي ، وكانت خضرة في وسط راحته تدل على أنه سم ، فانصرف إليهم وقال : والله لهو أعلم بما فعلتم به منكم » !
وفي تاريخ أبي الفداء
/ ٢٩٣ : « ثم دخلت سنة
ثلاث وثمانين ومائة ، فيها توفي موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ببغداد في حبس الرشيد وحبسه عند السندي بن شاهك ... وكان يلقب الكاظم : لأنه كان يحسن إِلى من يسيء إِليه ... وتوفي في