من عاداك لا أصالح . فقال النبي عليهالسلام : اللهم إن كان صادق المقال فأطلق فرسه ، فانطلق فوفى ، وما انثنى بعد ذلك .
٩. ومن ذلك : أن عامر بن الطفيل وأربد بن قيس أتيا النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال عامر لأربد : إذا أتيناه فأنا أشاغله عنك فاعله بالسيف ، فلما دخلا عليه قال عامر : يا محمد خالَّني ( أي أخلني بك ـ الطبري : ٢ / ٣٨٩ ) قال : لا ، حتى تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله . وهو ينظر إلى أربد وأربد لا يحير شيئاً . فلما طال ذلك نهض وخرج وقال لأربد : ما كان أحد على وجه الأرض أخوف على نفسي فتكاً منك ، ولعمري لا أخافك بعد اليوم ، فقال له أربد : لا تعجل فإني ما هممت بما أمرتني به إلا ودخلت الرجال بيني وبينك ، حتى ما أبصر » !
١٠. ومن ذلك : أن أربد بن قيس والنضر بن الحارث اجتمعا على أن يسألاه عن الغيوب فدخلا عليه ، فأقبل النبي صلىاللهعليهوآله على أربد فقال : يا أربد ، أتذكر ما جئت له يوم كذا ومعك عامر بن الطفيل ؟ فأخبره بما كان فيهما فقال أربد : والله ما حضرني وعامراً أحد ، وما أخبرك بهذا إلا ملك من السماء ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله . ( وأربد هذا أخ لبيد الشاعر ) .
١١. ومن ذلك : أن نفراً من اليهود أتوه
فقالوا لأبي الحسن جدي : إستأذن لنا على ابن عمك نسأله ، فدخل علي عليهالسلام
فأعلمه ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: وما يريدون مني ؟ فإني عبد من عبيد الله ، لا أعلم إلا ما علمني ربي ، ثم قال : إئذن لهم ، فدخلوا عليه فقال : أتسألوني عما جئتم له أم أنبئكم ؟ قالوا : نبئنا ، قال : جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، قالوا : نعم ، قال : كان غلاماً من أهل الروم ثم ملك ،