وأتى مطلع الشمس ومغربها ، ثم بني السد فيها . قالوا : نشهد أن هذا كذا .
١٢. ومن ذلك : أن وابصة بن معبد الأسدي أتاه فقال : لا أدعُ من البر والإثم شيئاً إلا سألته عنه ، فلما أتاه قال له بعض أصحابه : إليك يا وابصة عن رسول الله فقال النبي صلىاللهعليهوآله : أدنهْ يا وابصة ، فدنوت . فقال : أتسأل عما جئت له أو أخبرك ؟ قال : أخبرني . قال : جئت تسأل عن البر والإثم . قال : نعم . فضرب بيده على صدره ثم قال : يا وابصة ، البر ما أطمأن به الصدر ، والإثم ما تردد في الصدر وجال في القلب ، وإن أفتاك الناس وأفتوك .
١٣. ومن ذلك : أنه أتاه وفد عبد القيس فدخلوا عليه ، فلما أدركوا حاجتهم عنده قال : إئتوني بتمر أهلكم مما معكم ، فأتاه كل رجل منهم بنوع منه ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : هذا يسمى كذا ، وهذا يسمى كذا ، فقالوا : أنت أعلم بتمر أرضنا ، فوصف لهم أرضهم فقالوا : أدخلتها ؟ قال : لا ، ولكن فسح لي فنظرت إليها ! فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله ، هذا خالي وبه خبل ، فأخذ بردائه ثم قال : أخرج عدو الله ثلاثاً ثم أرسله فبرأ . وأتوه بشاة هرمة ، فأخذ أحد أذنيها بين أصابعه فصار ميسماً ، ثم قال : خذوها فإن هذا السمة في آذان ما تلد إلى يوم القيامة ! فهي تتوالد وتلك في آذانها معروفة غير مجهولة .
١٤. ومن ذلك : أنه كان في سفر ، فمر على بعير قد أعيا ، وقام منزلاً على أصحابه فدعا بماء فتمضمض منه في إناء وتوضأ وقال : إفتح فاه فصب في فيه فمر ذلك الماء على رأسه وحاركه ، ثم قال : اللهم أحمل خلاداً وعامراً ورفيقيهما وهما صاحبا الجمل ، فركبوه وإنه ليهتز بهم أمام الخيل .