وكان في كل مرة ينوي قتله فيحدث له مانع بمعجزة وكرامة للإمام عليهالسلام ، حتى تمكن من دس السم له بعد اثنتي عشرة سنة من حكمه !
وفي هذه السنوات الإثنتي عشرة مع الأربع سنوات في عهد السفاح استطاع الإمام عليهالسلام أن يبث العلوم ويُخرِّج العلماء ، ويعمق الإيمان في الخاصة والعامة .
وقد وصف الإمام الصادق عليهالسلام قرار المنصور بإبادة العلويين بعد انتصاره على الحسنيين ! فقال كما في مقاتل الطالبيين / ٢٣٣ : « لما قُتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بباخمرى ، حُسِرْنا عن المدينة ولم يُترك فيها منا محتلم ، حتى قدمنا الكوفة ، فمكثنا فيها شهراً نتوقع فيها القتل ! ثم خرج إلينا الربيع الحاجب فقال : أين هؤلاء العلوية ؟ أدخلوا على أمير المؤمنين رجلين منكم من ذوي الحجى . قال : فدخلنا إليه أنا والحسن بن زيد ، فلما صرت بين يديه قال لي : أنت الذي تعلم الغيب ؟ قلت : لا يعلم الغيب إلا الله . قال : أنت الذي يجبى إليك هذا الخراج ؟ قلت : إليك يجبى يا أمير المؤمنين الخراج . قال : أتدرون لم دعوتكم ؟ قلت : لا . قال : أردت أن أهدم رباعكم وأروع قلوبكم وأعقر نخلكم ، وأترككم بالسراة لا يقربكم أحد من أهل الحجاز وأهل العراق فإنهم لكم مفسدة » !
وتراجع المنصور يومها عن قتله ، وقال أحد أصحابه : « فدخلت يوماً على أبي جعفر الدوانيقي وإذا هو يفرك يديه ويتنفس تنفساً بارداً ، فقلت : يا أمير المؤمنين ماهذه الفكرة ؟ فقال : يا محمد إني قتلت من ذرية فاطمة بنت رسول الله ألفاً أو يزيدون ، وقد تركت سيدهم ! فقلت له : ومَن ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ذلك جعفر بن محمد » ! ( دلائل الإمامة / ٢٩٨ ، ومهج الدعوات / ١٨ ، وعيون المعجزات / ٨٠ )