بن جعفر الكاظم عليهالسلام ، الذي قضى في بغداد بضع سنوات ، بين الإقامة الجبرية في أحد أحيائها ، والسجن الخاص في سجونها .
ولهذا السبب كان البغدادي يدين بالولاء الظاهر للسلطة ، لكن ولاءه الواقعي للأولياء ، وفي طليعتهم أهل البيت عليهمالسلام .
وقد اعترف هارون الرشيد بهذه الحقيقة فقال لابنه المأمون : « أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر ، وموسى بن جعفر إمام حق ، والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله مني ومن الخلق جميعاً ! ووالله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك ، فإن الملك عقيم » ! ( الإحتجاج : ٢ / ١٦٥ ) .
كما اعترف بهذه الحقيقة أبو نواس الذي هو رمز حياة اللهو والمجون ، بأمثال قوله :
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء . وداوني بالتي كانت هي الداء ! ( شرح النهج : ١٦ / ١٠١ ) .
ألا اسقني خمراً وقل لي هي الخمر ولاتسقني سراً إذا أمكن الجهر ! ( الطبري : ٧ / ١٠٩ )
وهو في نفس الوقت الذي في أهل البيت عليهمالسلام كما في الطبري : ٧ / ١٠٩ :
« مطهرون نقياتٌ ثيابهم |
|
تجري الصلاةُ أينما ذكروا |
من لم يكن علوياً حين تنسبه |
|
فما له في قديم الدهر مفتخرُ |
فأنتم الملأ الأعلى وعندكم |
|
صفَّاكم واصطفاكم أيها البشرُ |
« مطهرون نقياتٌ ثيابهم |
|
علم الكتاب وما جاءت به السُّوَرُ |
بل جمع أبو نواس بين لهو بغداد وولاء الأولياء في قوله ، كما في المناقب : ٢ / ٣٠٦ :
« ومدامةٍ من خمر حانةِ قَرْقَفٍ |
|
صفراء ذات تلهُّب وتشعشعِ |
رقَّت كدين الناصبي ، وقد صفت |
|
كصفا الوليِّ الخاشعِ المتشيعِ |
باكرتها وجعلت أنشق ريحها |
|
وأمصُّ دَرتها كدَرة مرضعِ |