٤ ـ وقال محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول في فضل آل الرسول صلىاللهعليهوآله / ٤٤٦ :
« هو الإمام الكبير القدر ، العظيم الشأن ، الكبير المجتهد ، الجاد في الإجتهاد ، المشهور بالعبادة ، المواظب على الطاعات ، المشهود له بالكرامات ، يبيت الليل ساجداً وقائماً ، ويقطع النهار متصدقاً وصائماً ، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعى كاظماً ، كان يجازى المسئ بإحسانه إليه ، ويقابل الجاني بعفوه عنه ، ولكثرة عبادته كان يسمى بالعبد الصالح ، ويعرف بالعراق باب الحوائج إلى الله لنجح مطالب المتوسلين إلى الله تعالى به ، كرامته تحار منها العقول ، وتقضي بأن له عند الله تعالى قدم صدق لا تزل ولا تزول .
وأما ولادته فبالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة للهجرة ، وقيل تسع وعشرين ومائة وأما نسبه أباً وأماً : فأبوه جعفر الصادق بن محمد الباقر ، وقد تقدم القول فيه . وأما أمه فأم ولد تسمى حميدة البربرية ، وقيل غير ذلك .
وأما إسمه فموسى وكنيته أبو الحسن ، وقيل أبو إسماعيل ، وكان له ألقاب كثيرة : الكاظم وهو أشهرها ، والصابر ، والصالح ، والأمين .
وأما مناقبه فكثيرة ، ولو لم يكن منها إلا العناية الربانية لكفاه ذلك منقبة . وقد نقل عن الفضل بن الربيع أنه أخبر عن أبيه أن المهدي لما حبس موسى بن جعفر ، ففي بعض الليالي رأى المهدي في منامه علي بن أبي طالب وهو يقول له : يا محمد : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ؟ قال الربيع : فأرسل إلي ليلاً فراعني .. الى آخر ما تقدم .
وقال هشام بن حاتم الأصم ، قال لي أبو
حاتم ، قال لي شقيق البلخي : خرجت حاجاً في سنة تسع وأربعين ومائة ، فنزلت القادسية ، فبينا أنا أنظر إلى الناس في