فالزواج سنة فطرية وأساس قويم للاجتماع البشري ونشوء الكيانات فالأسرة المكونة من الزوجين وما يتصل بهما هي اللبنة الأولى في تكوين الصرح الاجتماعي.
فأصل الاجتماع البشري الثابت في الديانات السماوية هو نكاح الرجل للمرأة وانفراد الرجل بزوجته وعدم مشاركة أحد له فيها وهذا أمر تقره الفطر السوية ، وتقتضيه المجتمعات القويمة لما في ذلك من حفاظ على الدين والخلق والنسل من الاختلاط.
وقد حرص الإسلام حرصا شديدا في تشريعاته التفصيلية الدقيقة على إبقاء الأنساب نظيفة معينة معروفة إلى من تنسب إليه ؛ لذا حارب بشدة كل عادة تدعو إلى اختلاط الأنساب ببعضها وإلى إشاعة الفاحشة وإيجاد الفوضى الجنسية في المجتمعات كل ذلك ليبقى المجتمع الإسلامي مجتمعا ربانيا ترفرف عليه ظلال المودة وتقوى الله عزوجل. ووفر الإسلام لهذا المجتمع المقومات التي تساعده للقيام لهذه المهمة بشرائعه الكاملة الشاملة التفصيلية في الزواج والتناسل والحفاظ على سلامة المجتمع من الانحرافات الخلقية.
لذا ما كان من عادات العرب في الزواج وغيره موافقا لروح الإسلام وتشريعاته فقد أقرها الإسلام وحض عليها وما جاء منها مخالفا للإسلام في روحه وشرعه كنكاح الجاهلية الذي وصف في حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أو عدم الزواج من امرأة المتبني ، أو نكاح أكثر من أربع نساء كل ذلك أبطله الإسلام وحاربه لما فيه من أضرار خلقية وفوضى اجتماعية.
هذا شأن الإسلام في كل تشريعاته التقويم والتقييم للخلق الفاضل النبيل وإحياء كل ما يوافق شرع الله ويلائم الفطرة السوية ومحاربة الانحرافات والرذيلة في كل صورها.
هذا هو الإسلام صورة فريدة وليس صورة معكوسة من المجتمع الوثني كما يزعم المستشرقون الذين يجهلون حقيقة الإسلام وروحه وشرعه. هذا بالنسبة