أ ـ المجموعة الأولى من الشبهات :
ما ورد لها أصل في القرآن والسنة الصحيحة مثل :
قضية المعراج والجنة والنار ، وملك الموت ، والصراط ، وعزازيل (الشيطان) والافتتاح بالبسملة ، والصلوات الخمس ، وشهادة كل نبي لمن يأتي بعده.
والمجموعة الثانية من الشبهات :
لم يرد لها أصل من القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة ووردت في الزرادشتية فحسب.
الرد على شبهات المجموعة الأولى جملة :
إن جميع الديانات السماوية لم تخل من ذكر هذه الأمور الغيبية ، ومن تكريم بعض الأنبياء بالمعجزات التي فيها خرق العادات على أيديهم ، كما ألزموا ببعض الفرائض. فإذا اشتملت بعض الديانات السماوية على مثل هذه الأمور ووافقت ما ورد في القرآن والسنة الصحيحة فتكون هذه القضايا من الأمور التي لم تتناولها أيدي التحريف والتبديل في الديانات السابقة المنسوخة.
فإن ورد شيء منها في كتب الزرادشتية فيمكن أن تكون هذه الزرادشتية من هذه الملل التي كان أصلها وحيا سماويا ثم حرفها أصحابها كما حرفوا التوراة والإنجيل. ولهذا أثبتت أبحاث العالم الألماني الدكتور «ميللر» الذي كانت له اليد الطولى في حل رموز اللغة السنسكريتية بالهند (أن الناس كانوا في أقدم عهودهم على التوحيد الخالص ، وأن الوثنية عرضت عليهم بفعل رؤسائهم الوثنيين) (١).
وقد أشار أبو محمد ابن حزم إلى التبديل والتحريف الذي وقع في الزرادشتية
__________________
(١) النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلامية للمهندس أحمد عبد الوهاب ، مكتبة وهبة ١٤٠٠ ه ـ ١٩٧٩ م ص ١٠ ـ ١١.