في كتب النصرانية المعتمدة واعتبرها خرافية وهمية لا تصح ـ حسب زعمه ـ وحجته في ذلك عدة شبه في ذهنه :
١ ـ أن ولادتها لعيسى (وصف في القرآن على شكل أشبه ما يكون بأسطورة «ميلاد بده» عند الهنود حيث ولد «بده» من عذراء لم يمسها رجال).
٢ ـ ذكر خدمتها للهيكل مع أن هذا لا يجوز في حق النساء ـ على حد زعمه ـ.
٣ ـ ذكر القرآن أنها أخت هارون أخي موسى ـ على حد فهمه ـ واعتبر هذا من الخطأ التاريخي في القرآن الكريم للفارق الكبير بينهما.
قلت : هذه القصة من الشهرة والانتشار والبداهة في الوسط المسيحي بمكان حتى إن فرقة البربرانية منهم ألهوها وابنها عيسى عليهماالسلام (١) نظرا لولادتها لابنها بطريقة خارقة للعادة. وقد أشار القرآن الكريم لقضية تأليههم لهما عليهماالسلام.
أما زعم «تسدال» أن القصة غير موجودة في الكتاب المقدس ورده لها بناء على ذلك فهذا يرده ما ورد في إنجيل لوقا ونصه : [وبعد تلك الأيام حبلت اليصابات (٢) امرأته (أي زكريا عليهالسلام) وأخفت نفسها خمسة أشهر قائلة : هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إلى لينزع عاري بين الناس ، وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة الجليل اسمها (ناصرة) إلى عذراء محظوية لرجل من بيت داود اسمه يوسف ، واسم العذراء مريم فدخل إليها الملاك ، وقال : سلام لك أيتها المنعم عليها ، الرب معك ، مباركة أنت في النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية.
__________________
(١) انظر الفصل في الملل والأهواء والنحل ١ / ٤٧.
(٢) اليصابات : هي زوج زكريا عليهالسلام وهي خالة مريم عليهاالسلام.