لوقا [وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط أشير وهي متقدمة في أيام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها وهي أرملة ، وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا](١).
فالله سبحانه علم إخلاص حنة امراة عمران القوامة الصوامة في ندائها لربها بأن يتقبل نذرها الذي نذرته لربها طالبة بأن يرزقها ولدا ذكرا ليقوم على خدمة الهيكل بيت الله المقدس فلما قدر الله سبحانه الوليدة أنثى تحسرت «حنة» على ذلك ولكن الله سبحانه بسابق علمه وتقديره يعلم أن هذه الأنثى سيكون لها شأن عظيم أعظم من شأن الذكور.
ستأتي بآية دالة على عظمة الله سبحانه وقدرته في الخلق بإنجاب نبي رسول من أولي العزم دون أن يمسها أحد من البشر.
وكأن الله سبحانه قال لها : (أنت يا «حنة» تريدين ذكرا بمفهومك وفاء لنذرك ، خادما لبيته المقدس وأنا وهبت لك أنثى سأعطي البشرية بها خادما للعقيدة الإلهية بدلا من خدمته لبيته ، وبها تتحقق آية على طلاقة قدرة الله الإلهية) (٢).
فبهذا توضح شبهته هذه ويثبت ما جاء به القرآن فهو الحق المبين.
أما الأمر الثالث الذي دعا «تسدال» يحكم على القصة بالخرافة ويعتبرها خطأ قرآنيا تاريخيا ، وذلك لأن القرآن سماها بأخت هارون ظنا منه أنه هارون أخو موسى بن عمران والفترة الزمنية الطويلة بينهما لا تسمح بذلك لأنها تقدر بخمسة عشر قرنا.
قلت : وجه العلماء المسلمون هذا الأمر على عدة وجوه :
١ ـ أن هارون المذكور رجل صالح من بني إسرائيل ينسب إليه كل من
__________________
(١) انظر الكتاب المقدس ، إنجيل لوقا ـ الإصحاح ٢ ، فقرة ٣٦ ـ ٣٧.
(٢) انظر كتاب مريم والمسيح ص ١٤.