جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا. وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا. فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً. فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا. فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ. قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا. يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا. فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا. قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا. وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا. ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ)(١).
إذن فقصة ميلاد عيسى ـ عليهالسلام ـ المذكورة في القرآن الكريم موجودة في الإنجيل بأصولها وأحداثها البارزة فكيف يتسنى ل «تسدال» أن يتوهم أن القصة خرافية ، وأنها مأخوذة من قصة خرافية عند الهنود وهي قصة (ميلاد بده) وكيف يسمح لنفسه أن يطمس نور هذه الحقائق الواضحة الجلية ويحرفها قصدا.
أما رده القصة وحكمه عليها بالبطلان لذكر خدمتها للهيكل :
فأنا أقول أن أصل الخدمة في أماكن العبادة في الديانات الثلاث هي للرجال ، ولكن هذا لا يمنع إذا قامت بعض النساء بمثل هذا العمل فقد حصل في الإسلام أن امرأة كانت تعتني بمسجد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تقمه وتقوم بخدمته فلما ماتت دعا لها رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالرحمة (٢).
كما أن الإنجيل ذكر خدمة «حنة أم مريم» للهيكل ، والنص كما في الإنجيل
__________________
(١) سورة مريم (١٦ ـ ٣٦.
(٢) مسند الإمام أحمد ٢ / ٣٥٣ ، ٣٨٨ ، وغيره من كتب السنن.