فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي)(١).
بهذا الوضوح وضح القرآن موقف هارون عليهالسلام وأصالة الحقائق القرآنية وثباتها وصحتها في حين يظهر موقف التوراة التي حرفوها من أنبياء الله وزيفها في مثل هذه المواقف كما يظهر موقف المستشرقين الفاضح في تزييفهم للحقائق ..
أما إنكار «تسدال» لقصة صعق شيوخ بني إسرائيل (٢) فقد قلت :
هذه القصة مما انفرد به القرآن الكريم عن غيره من الكتب السماوية مما يبقيه المهيمن على غيره من الكتب في صدقه ، ودقته وكشفه عن المستور.
ولا شك أن هذه القصة مما أخفاه بنو إسرائيل وذلك لأنه يمس شيوخهم ورؤساءهم. أما القرآن فقد وضح ما حصل منهم بأجلى صورة لما رأى وبين أن القوم قد ظلموا أنفسهم وقارفوا إثما كبيرا بعبادة العجل : اختار موسى من القوم سبعين رجلا يذهبون معه إلى الجبل الذي اعتاد أن يناجي الله فيه ليقدموا الطاعة والندم على ما اقترفوا من الإثم ويتوبوا إلى الله مما جنوه من عبادة العجل ، فلما كلم الله تعالى موسى وهم شهود يسمعون كلام الله عاودت جماعة منهم جبلة التمرد والعصيان ، فلم يؤمنوا أن الله تعالى هو الذي يكلم موسى وأنه أعطاه التوراة فقط وقالوا له : لن نؤمن لك أن الله نبأك وأعطاك الكتاب حتى نرى الله تعالى جهرة بأعيننا لا يحجبه حجاب ولا يستره ساتر .. وعلى إثر هذا الطلب من القوم أخذتهم الصاعقة وهم ينظر بعضهم إلى بعض ، يتهافتون على أديم الأرض ليكون ذلك برهانا فعليا لديهم على أن ما أصابهم حق لا شبهة فيه ، ثم بعثهم الله تعالى بعد موتهم بعد التضرع والتذلل من موسى بن عمران ـ عليهالسلام ـ
__________________
(١) سورة طه الآيات (٨٦ ـ ٩٠).
(٢) انظر مصادر الإسلام ص ٣٠ وما بعدها.