الصوت ، فيسمع النبي المرسل هذا الكلام ، كلام الله عزوجل من وراء جبل أو شجر أو شيء آخر وذلك ما كان لموسى ـ عليهالسلام ـ ولهذا سمي موسى كليم الله. وجاء هذا المعنى صريحا ـ في كتاب الله عزوجل بقوله : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً)(١).
الطريقة الثالثة :
إرسال الرسول من الملائكة كجبريل ـ عليهالسلام ـ لأحد من خلقه فيوحي ذلك الرسول إلى المرسل إليه بإذن ربه ما يشاء إيحاءه ، من أمر ونهي وغير ذلك (٢).
وخطأ الموسوعة قادم لظنهم أن هذه الآية خاصة بالرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأن أنواع الوحي الثلاثة المذكورة في الآية كلها إنما قصد بها النبي وحده والأمر ليس كذلك فالآية تقول : (وَما كانَ لِبَشَرٍ) أي : أي بشر لأن كلمة «بشر» جاءت نكرة في سياق النفي فتفيد العموم فأي بشر أرسله الله كان وصول الرسالة إليه بإحدى هذه الطرق الثلاث ورسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ واحد من هؤلاء البشر المخصوصين بهذه الميزة ولكنه لم ينزل عليه شيء من القرآن إلا بالطريقة الثالثة عن طريق أمين الوحي جبريل ـ عليهالسلام ـ أما الطريقتان الأوليان فهما عن طريق الوحي لأنبياء الله ـ عليهمالسلام ـ فلم ينزل بهما ولا بغيرهما شيء من القرآن الكريم قال تعالى : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ. بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)(٣). وقال تعالى : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ)(٤).
__________________
(١) سورة النساء آية ١٦٤.
(٢) قضايا قرآنية ص ١٧٢ وما بعدها ، وتفسير القاسمي (محاسن التأويل) دار الفكر ـ بيروت ـ ط ٢ ، ١٣٩٨ ه / ١٩٧٨ م ، ج ١٤ / ٣٢٢ وما بعدها.
(٣) سورة الشعراء : ١٩٢ ـ ١٩٤.
(٤) سورة البقرة : ٩٧.