تلقوه عنه المعوذات الثلاثة الفاتحة والفلق والناس. فممن روى القراءة عنه كل من :
١ ـ عاصم بن أبي النجود عنه حفص بن سليمان ، وعنه أبو بكر بن عياش عن زر بن حبيش عن ابن مسعود عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ومن ضمن ما تلقوه عنه ، المعوذتان والفاتحة (١).
٢ ـ حمزة بن حبيب الزيات أحد القراء السبعة الذي أخذ القراءة عرضا عن سليمان الأعمش الذي كان يجود حرف ابن مسعود والذي أخذه عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وفيه المعوذتان والفاتحة (٢).
٣ ـ أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي الذي تلقى قراءة القرآن عن حمزة بسنده إلى ابن مسعود عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وفيه المعوذتان والفاتحة (٣).
٤ ـ أبو محمد خلف بن هشام أبو محمد الأسدي البزار البغدادي أحد القراء العشرة والروايات عن سليم بن حمزة الذي تنتهي قراءته إلى ابن مسعود إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وفيه المعوذتان والفاتحة (٤).
هكذا نرى أن الراجح إثبات ابن مسعود للمعوذتين والفاتحة ورجوعه لها والقول بقرآنيتها بعد أن كان لا يثبتها في مصحفه مما يرد ما نسب إليه من هذا الأمر.
ويشهد لصحة ما قلناه أن تأليف السور الثلاث من نفس تأليف القرآن العظيم ومن نفس نظمه البديع الذي أعجز البلغاء ودان له الفصحاء واعترف له بالعظمة والجلال الإنس والجان كما قد أثبت قرآنيتهن برسم الإمام عثمان وانعقاد الإجماع على ذلك فتم بذلك العلم اليقين ولا يضرنا قول من قال من هؤلاء
__________________
(١) غاية النهاية في طبقات القراء ١ / ٣٤٧ ـ ٣٤٨.
(٢) نفس المرجع ١ / ٢٦١ ـ ٢٦٢.
(٣) نفس المرجع ١ / ٥٣٥ ـ ٥٤٠.
(٤) نفس المرجع ١ / ٢٧٣.