وإذا نزلت عليه الآية يقول : «ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ...» الحديث (١).
فمن مجموع الروايات أن الكتابة كانت منتشرة في عهده ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وعلى رأس ذلك القرآن الكريم فكان حفظ الصدور ملازما لحفظ السطور في كل الأحوال مع أن الأصل الحفظ أما الكتابة فكانت للتوثيق ولكن لما كان بعض الصحابة يكتبون مع القرآن غيره في صحيفة واحدة نهوا عن ذلك لئلا يختلط مع القرآن سواه فلما أمن الاختلاط أذن لمن كان عنده الحرص والرغبة في الكتاب أو كان ضعيف الحفظ أن يكتب بنفسه أو يكتب له شيء من السنن والأحكام كنصوص شرعية يجب معرفتها والعمل بها.
وهذا كله يرد دعوى المستشرقين وعلى رأسهم أصحاب الموسوعة البريطانية حيث قالوا : «إن حفظ القرآن في الصدور وكتابته كانت الطريقة المعتادة لحفظه وضبطه من الضياع ، وكانت تكتب في بعض المناسبات فقط» (٢) ويؤكد سلامة القرآن من الزيادة والنقصان والتغيير والتبديل ليومنا هذا حتى أنه يقرأ غضا طريا كأنه الساعة أنزل بتلقيهم إياه بطريق إجازات الحفاظ لطلبتهم.
والذي يؤكد سلامة القرآن مما وجه إليه من افتراءات وجود بعض قطع من القرآن الكريم متطابقة مع القرآن الحالي فيما عدا بعض النقاط الطفيفة جدا التي لا تغير شيئا من المعنى العام حسب شهادة الأستاذ موريس بوكاي. قال الأستاذ «موريس» في كتابه (القرآن والكتب المقدسة) :
[يقول الأستاذ حميد الله ، توجد اليوم بطشقند واستامبول نسخ تنسب إلى عثمان. وإذا نحينا جانبا ما قد يكون من أخطاء النسخ ، فإن أقدم الوثائق المعروفة في أيامنا والتي وجدت في كل العالم الإسلامي تطابق كل منها الأخرى تماما. كذلك الأمر أيضا بالنسبة للمخطوطات التي في حوزتنا في أوربا [توجد
__________________
(١) انظر سنن أبي داود ١ / ٢٠٩ كتاب الصلاة باب من جهر بالبسملة (وهو بلفظ قريبا).
(٢) قضايا قرآنية ص ٢١٦.