وأنشأ الفرنسيون «المعهد الفرنسي للآثار الشرقية» في القاهرة ، ودمشق ، وطهران ، وتونس.
وقد زودت هذه المعاهد بكوادر مؤهلة لمهمتها خير تأهيل ، وزودت بمكتبات فيها كثير من الكتب العربية والإسلامية والشرقية وبعض هذه المعاهد له صلاحية منح شهادات عليا كالماجستير والدكتوراة لطلابها ومن بين هؤلاء الطلاب طلبة عرب وشرقيون على وجه العموم يعدون لمهمة التدريس في بلادهم (١).
ج ـ إنشاء الكراسي الجامعية :
أنشأ المستشرقون في داخل أروقة الجامعات الأوربية كراسي خاصة للدراسة الشرقية ، وقد اتخذ المستشرقون هذه المؤسسات لاصطياد أبناء الشعوب الإسلامية ، والتأثير عليهم فكريا وسلوكيا ونفسيا (٢) وكذلك لإنشاء جيل من أبنائهم على دراية بأحوال الشرق لتحقيق أهداف المستشرقين في المنطقة وقد أعطيت هذه الكراسي الجامعية الحق في منح طلبتها الشهادات العليا في الدراسات العربية والإسلامية والشرقية على حد سواء مستغلين تلهف الشرق إلى الشهادات والألقاب العلمية. فصيروا أنفسهم مصدرا وثيقا للعلوم الإسلامية.
وقد حقق هذا اللون من النشاط غاية ما تصبو إليه أنفس المتحاملين من المستشرقين ومن أمثلة هذا اللون من النشاط :
١ ـ كرسي للدراسات الشرقية بجامعة سانت أندريز سنة ١٩٦٨ م وقد أسست هذه الجامعة في مدينة لا باس في بوليفيا عام ١٨٣٠ م.
٢ ـ كرسي للدراسات الإسلامية بجامعة كمبردج. وبها كرسي آخر تأسس عام ١٩٣٢ م تعهد توماس أدافر رئيس بلدية لندن بتمويله.
__________________
(١) الاستشراق والخلفية الفكرية زقزوق ص ٥٩ ـ ٦٠ ، وأخطار الغزو الفكري د / صابر طعيمة ص ٨٩ ، والمستشرقون ومشكلات الحضارة ص ٣٠ ـ ٣١.
(٢) أجنحة المكر الثلاثة ص ١٣٢.