من وحي الآية
وإذا أردنا أن نستوحي الفكرة العامّة من هذه الفقرة من الآية ، فإننا نستطيع تلخيص ذلك في نقطتين ، تمثلان القاعدة الثابتة الأصيلة في وسيلة المحافظة على تماسك الأمّة في عقيدتها أمام مخططات الأعداء ، وهما : الارتباط بالفكرة من خلال مصادرها النقية الأصيلة ، والارتباط بالقيادة المخلصة الرسالية في تخطيطها العملي لحركة الفكرة للحياة ، لأن الفكرة وحدها لا تستطيع حماية مسيرتها من الانزلاق والانحراف بدون قيادة تحرك الفكرة في الخط السليم ، كما أن القيادة لا تستطيع القيام بدورها الأصيل إذا لم تكن القاعدة سائرة في خط الفكرة ومؤمنة بقيمتها الفكرية والروحية في الطريق الطويل.
وقد نستوحي منها ، أن على الإنسان المسلم أن يلجأ إلى آيات الله ليستنطقها في عملية تحليل لكل ما يعرض عليه من دعوات وأفكار يجد فيها الهدى كل الهدى ، والوعي كل الوعي ، وأن يرجع إلى حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسنته ليعيش معه الروح المنفتحة على الناس في محبّة ممزوجة بالحذر ، وفي وعي نابض بالحياة ، وفي حياة متحركة في أكثر من اتجاه على أساس من وضوح الرؤية لفكر الإنسان وواقعه في خطّ العقيدة والعمل ، فإن ذلك هو السبيل للاعتصام بالله والسير على هداه.
* * *
الاعتصام بحبل الله
(وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ) بالتمسك بكتابه ورسوله ورسالته ، والانفتاح عليه بالإخلاص والتقوى والاستقامة في خط الله ، والوقوف بقوة في مواجهة التحديات الكبرى التي تتحدى قضايا المصير من أجل رد التحديات بمثلها وإطلاق التحدي في وجه الكفر والاستكبار ، وهو الموقف الذي يفرضه الانتماء