الولاية التكوينية
ربما يتصور بعض العلماء أن هذه الآية تدل على أن الله جعل لأنبيائه ورسله ولاية تكوينية ، يتصرفون من خلالها بالكون ، فيغيرون الأشياء وينقلونها من حال إلى حال ، ويجمدون الأسباب ويصنعون أسبابا جديدة للأشياء بإذن الله من خلال ما أعطاهم الله من السلطة على الكون في حركة التكوين ، كما أعطاهم السلطة الشرعية في إدارة شؤون الناس وحكمهم وبثّ قوانين الشريعة بينهم وهدايتهم إلى دينه.
وقد أخذت نظرية (الولاية التكوينية) بعدا عقائديا حاسما متنوعا في تضييق المسألة لتبقى في دائرة المعجزة ، وفي توسيعها لتشمل كل الكون ، حتى أن البعض يرى أن الله فوّض للأنبياء وللأئمة عليهمالسلام أمر التصرف في الكون في حركته الخفية والظاهرة ، بحيث إنهم يملكون القدرة على تغيير ما يريدونه في الكون وفي الإنسان ، من دون أية قدرة ذاتية مستقلة ، بل من خلال القدرة التي مكّنهم الله منها وأعطاهم إياها ؛ فهم القادرون بقدرة الله ، الأولياء على الكون بولايته ، وهذا ما يبعد المسألة عن الشرك والغلوّ والانحراف عن خط العقيدة المستقيم.
* * *
إمكان الولاية التكوينية وضرورتها
ونحن نريد أن نناقش المسألة من ناحيتين : الناحية الأولى ، وتنقسم إلى نقطتين :
النقطة الأولى : جانب الإمكان ، ولا إشكال في إمكان هذا الجعل من ناحية المبدأ ، لأن الله القادر على الوجود كله والكون كله ، يملك ـ في مضمون ألوهيته المطلقة ـ أن يمكّن بعض خلقه من بعض مواقع القدرة ووسائلها ، فهو