تحوّلت إلى علم على السيد المسيح عيسى بن مريم عليهماالسلام ، وغلبت عليه بحيث لم يلتفت أحد إلى المناسبة بين المعنى اللغوي وبينه.
(وَجِيهاً) : ذا جاه وقدر وشرف ومنزلة في الدنيا من خلال واقعه الرسالي ، وفي الآخرة جزاء لجهاده وعطائه. ويقال : له وجاهة عند الناس وجاه ، أي منزلة رفيعة. والوجيه الكريم على من يسأله فلا يردّه لكرم وجهه عنده ، خلاف من يبذل وجهه للمسألة فيردّ ، ويطلق الوجه على صدر الشيء وأوّله ، أو على الشيء الذي يتوجه إليه.
(الْمَهْدِ) : ما يهيّأ للصبي من الفراش ، ويمهّد لنومه.
(وَكَهْلاً) : الكهل : ما بين الشاب والشيخ ، والكهولة : ما بين الشباب والشيخوخة ، وهو ما يكون الإنسان فيه تاما وقويا .. يقال : اكتهل النبت إذا طال وقوي والمرأة كهلة. وقيل : الكهولة بلوغ أربع وثلاثين سنة ، ومنه الكاهل ما فوق الظهر إلى ما يلي العنق.
* * *
وجود يمثل إرادة التكوين
(إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ).
... وتأتي البشارة ـ المفاجأة من الله على لسان الملائكة بالإنسان ـ الكلمة ، ولكنها ليست كلمة من نوع الحروف التي تتألف منها الكلمات ، بل هي الوجود المتفجّر بالحياة ، النّابض بالحركة ، الذي يمثل إرادة الله في التكوين المعبّر عنها لإيضاح الفكرة بالأمر الإلهي في كلمة «كن» ، وبذلك تتحول الكلمة ـ الإرادة إلى إنسان اسمه المسيح عيسى بن مريم عليهماالسلام. وإذا كانت الوجودات كلها خاضعة لإرادة التكوين ، فإن خصوصية الوجود هنا أنها لا تخضع للأسباب الطبيعية في ولادة الأشياء ، بل