(تَلْبِسُونَ) : تخلطون وتضللون بأن تجعلوا الباطل لباسا على الحق تسترونه به تمويها ومخادعة ، وهو ما يسمّى ب «التضليل الإعلامي».
(وَتَكْتُمُونَ) : تخفون في أنفسكم ولا تعلنون. والكتمان هو الشر والإخفاء ، وهو ما يسمى ب «التعتيم الإعلامي».
* * *
مناسبة النزول
جاء في أسباب النزول ـ للواحدي ـ أن الآية نزلت في معاذ بن جبل وعمار بن ياسر حين دعاهما اليهود إلى دينهم (١).
* * *
أسلوبا اللّبس والكتمان
(وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) وذلك من خلال تمنياتهم التبشيرية بأفكارهم التضليلية وأساليبهم الملوّنة ، (لَوْ يُضِلُّونَكُمْ) وذلك من خلال ما يملكونه من وسائل التضليل الفكري بالشبهات المتنوعة ، التي تثير في عقولكم الريبة ، وتحرك الشكّ في عملية استغلال للطهارة الذاتية المتمثلة في أخلاقكم الطبية التي قد تشعر بالثقة بالآخرين ، فتستسلم لها في حركة العلاقة الإنسانية ، فتقع تحت تأثير مكائدهم الشيطانية من دون شعور ، فإن الطيبة قد تصنع للإنسان الغفلة عن تعقيدات الواقع الذاتي لهذا الشخص أو ذاك ، أو لهذا الاتجاه أو ذاك ، ولهذا لا بد للإنسان المؤمن من أن يكون الإنسان الواعي الذي يدرس
__________________
(١) الواحدي ، أبو الحسن ، علي بن أحمد ، أسباب النزول ، دار الفكر ، بيروت ـ لبنان ، ١٤١٤ ه ـ ١٩٩٤ م ، ص : ٦٠.