بكونه بدعة كما هو في كثير من عبارات أهل الحديث فالبدعة هنا في مقابلة سنة السياسة لا سنة الشريعة المقدسة وإذا أردنا اجراء الحساب معهم عمّا ارتكبوه في حق الشيعة فلا يستطيعون الجواب بشيء لأنهم ساروا مع التقاليد وإلا فما هي بدعة التشيع وهم مجمعون على أنّ الشيعة هم الذين شايعوا عليا (ع) وتابعوه ومن الغريب جدا أن تكون متابعة علي والأخذ عنه وعن أهل بيته بدعة أليس في ذلك مخالفة صريحة لأقوال النبي (ص) في علي الدالّة بوضوح على وجوب حبّه ولزوم اتباعه كقوله يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
ولما سئل احمد بن حنبل عمّا يروى أنّ عليّا (ع) قسيم الجنة والنار فقال احمد وما تنكرون من ذا أليس قد روينا أن النبي (ص) قد قال لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق قالوا بلى قال فأين المؤمن قالوا في الجنّة قال فأين المنافق قالوا في النار قال احمد فعليعليهالسلام قسيم الجنّة والنار.
تهمة سبّ الصحابة :
قال الاستاذ الشيخ اسد حيدر النجفي في كتابه الامام الصادق عليهالسلام والمذاهب الاربعة ج ٢ ـ ٢١٤ (إنّ تهمة سبّ الصحابة قد استأصل داؤها فعزّ علاجه ونفذ حكمها فعظم نقضه وسرت تلك الدعاية في مجتمع تسوده عاطفة عمياء وعصبية هو جاء وقد وقفت الحقيقة أمام ذلك الوضع المؤلم مكتوفة اليد وأسدلت دونها أبراد التمويه وأحيطت بأنواع الحواجز وأقيمت في طريق الوصول إليها آلاف من العقبات وسلاح القوة فوق ذلك اذ سلطة الأمويّين والعبّاسيين قررت نظام انطباق الكفر والزندقة على المعارضين لسياستها خصوصا العلويّين والشيعة الاثني عشرية ولم يمكنهم تحقيقه إلا باتهام سبّ الصحابة او أبي بكر وعمر وعثمان بصورة خاصّة وإذا حاول المفكرون أن يقفوا على حقيقة الأمر والواقع أخذوا بتلك التهمة وشملهم ذلك النظام الجائر فكانت الحكومة إذا أرادت أن تعاقب شيعيّا لمذهبه لم تذكر اسم علي بن ابي طالب