الثاني : عوامل السلطة فإن الطبقة التي سيطرت على نظام الحكم رأت من نفسها عدم انطباق تلك الشروط عليها والشيعة لا يرون قيمة لسلطان لا يتمسّك حق التمسك بالشرع ولا يتنزّه عن الظلم ولا يتورع عن المحارم فرأت السلطات ان موقف الشيعة الى جنب آل محمّد (ص) ومعارضتهم لسياساتهم محاولة ظاهرة للقضاء على كيان الملك الذي تربعوا على دسته بدون اهلية وهو من حق آل محمّد (ص) فهم يحذرونهم أشد الحذر ويدفعون الناس إلى التبرؤ منهم بشتى الوسائل حتى اصبحت تهمة التشيع يفرون منها ويرون أنها أعظم من تهمة الزندقة كما يوضح لنا الشافعي ذلك بقوله :
إذا في مجلس ذكروا عليّا |
|
وسبطيه وفاطمة الزكية |
يقال تجاوزوا يا قوم هذا |
|
فهذا من حديث الرافضية |
برئت إلى المهيمن من اناس |
|
يرون الرفض حبّ الفاطميّة |
ضع الحديث في فضائل الخلفاء والصحابة :
واتخذوا التدابير اللازمة في ردّ المنكرين للخلفاء بأمور منها أنهم رفعوا مقام الصحابة على الاطلاق ومنعوا الناس عن الخوض في أحاديثهم وجعلوا لهم منزلة العصمة وقرنوهم بالرسول الأعظم (ص) وجعلوا مؤاخذتهم بشيء إنما هي مؤاخذة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنّ الطعن في حديثهم هو طعن في حديث الرسول (ص).
ذكر عند الرشيد الخليفة العباسي حديث أبي هريرة أن موسى لقي آدم فقال أنت الذي أخرجتنا من الجنة فقال القرشي اين لقي آدم موسى فغضب الرشيد وقال النطع والسيف يطعن في حديث رسول الله (ص) وبهذا لجمت الامة ليحرموهم حرية التفكير فمن خرج عن ذلك عدّ زنديقا والزنديق يقتل.