عمر في المسجد وعنده ناس فلما قام عرض واحد بذكره ونسبه إلى التيه والعجب فقال عمر حق لمثله أن يتيه والله لو لا سيفه لما قام عمود الإسلام وهو بعد أقضى الامة وذو سبقها وذو شرفها فقال له ذلك القائد في منعكم يا امير المؤمنين فقال كرهناه على حداثة السنّ وحبّه بني عبد المطلب ، وحمله سورة براءة إلى مكة وكان النبي (ص) أنفذ بها أبا بكر فنزل عليه جبرئيل وقال إن ربّك يقرؤك السلام ويقول لك لا يؤديها إلا أنت أو واحد منك وفي هذه القصة وحدها كفاية في شرف علي امير المؤمنين عليهالسلام وعلو مرتبته بأضعاف كثيرة على من لا يوثق على أدائها ولم يؤتمن عليها وهذه الشجاعة مع خشونة مأكله فإنّه لم يطعم البرّ ثلاثة أيام وكان يأكل الشعير بغير ادام ويختم جريشه لئلا يؤدمه الحسنان عليهماالسلام وكان كثير الصوم كثير الصلاة مع شدة قوته حتى قلع باب خيبر وقد عجز عنه المسلمون وفضائله اكثر من أن تحصى وقد تحقق من جميع ما ذكرناه تفضيل امير المؤمنين عليهالسلام على المشايخ الثلاثة في الشجاعة والجهاد والعبادة كسائر الصفات الحميدة والآثار الجميلة فكيف يستحق ابو بكر وعمر وعثمان التقدّم على يعسوب الدين وليث العالمين وزين العلماء العاملين ونفس النبي الامين مع فرار المشايخ الثلاثة عن الجهاد.
مساواة علي مع الأنبياء :
وبيان ذلك أن عليا عليهالسلام كان مساويا للأنبياء المتقدمين فيكون أفضل من غيره من الصحابة بالضرورة لأن المساوي للأفضل أفضل بيان الأفضلية ما رواه البيهقي عن النبي (ص) أنه قال من أحبّ أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح (ع) في تقواه وإلى ابراهيم في حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى (ع) في عبادته فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب.