العراق :
أما العراق فقد انتشر فيه مذهب أهل البيت في الصدر الأول وقام بذلك أصحاب الرسول (ص) في الكوفة والمدائن والبصرة وعرفت الكوفة بأنها علوية النزعة وقام رجال الدعوة في الدفاع عن أهل البيت وتحملوا في عهد معاوية ما تحملوا وفي المدائن كان سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان قد نشرا دعوة التشيع هناك وكذلك البصرة وغيرها من مدن العراق من الشمال إلى الجنوب وولائهم للعترة الطاهرة. والشيعة هم الأكثرية في العراق بالمائة ثمانين وقد قاوموا ظلم الأتراك بثورات سجلها التاريخ بكل فخر لهم في محاربة الاستبداد وقاوموا الاستعمار الانكليزي وأعلنوا ثورة العشرين التي شيدت صرح الاستقلال الوطني بفتوى علماء ومراجع الشيعة في النجف وكربلاء وجهاد علماء الشيعة.
وجامعة الشيعة : النجف الأشرف :
ومرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) واراه بنوه ليلا في بقعته الطاهرة من النجف الأشرف إخفاء لقبره علما منهم أن الدولة ستكون لبني امية ولا يؤمن من إساءتهم لمرقده الشريف وكان أولاده (ع) عالمين بموضعه فقد زاره الإمام زين العابدين سرا وابنه الباقر من بعده على عهد بني مروان ولما جاء الحكم العباسي وجلبوا الصادق (ع) عدة مرات من المدينة إلى العراق صار يدل صفوة أصحابه على موضع القبر وفي كل مرة يزور فيها المرقد المقدس يصحب معه بعضهم وكان على القبر دكة قد هدمها السيل وأول من بنى مرقده العلوي الشريف صفوان الجمال بأمر الصادق (ع) فأمر الإمام الصادق صفوان الجمال فأعاد بناءه فصارت الشيعة من ذلك اليوم تقصده للزيارة بعد أن عرفه جماعة من رجال الصادق (ع).