في كتابه العزيز آحادا وجماعات فى موارد كثيرة ويكفيك ما اشتملت عليه سورة براءة حتى سميت الفاضحة وذمهم أيضا نبيه الكريم في عدة مواطن وآذوه في كثير من المقامات وكيف يحسن القول بوجوب تعظيمهم جميعا وقد قال رسول الله (ص) ما من نبي إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وبطانة تأمره بالشر فإذا كان هذا حال من يعد بطانته فكيف حال سائر الصحابة وكيف يحسن ترك القدح بهم جميعا وقد روى البخاري انهم ارتدوا جميعا على ادبارهم القهقرى إلا سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار بن ياسر وأنهم إلى النار ولا يخلص منهم إلا مثل همل النعم ولا أعجب من دعوى وجوب تعظيمهم ولم تكن لهم هذه المنزلة عند أنفسهم.
وارتد صحابة رسول الله بعده إلا القليل منهم :
وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين من المتفق عليه في الحديث الستين من مسند عبد الله بن عباس عن رسول الله (ص) قال الا انه سيجاء الرجال من الرجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دامت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك قال فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم.
الفرار من الزحف والجهاد :
وقد تضمن الكتاب الكريم وقوع أكبر الكبائر منهم وهو الفرار من الزحف فقال تعالى (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً