قصة الدواة والكتف :
في صحيح مسلم في آخر وصية ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت كأنها نظام اللؤلؤ قال قال رسول الله (ص) آتوني بالكتف والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقال عمر ان رسول الله ليهجر حسبنا كتاب الله وقال العلامة الحلي (ره) ولما طلب النبي (ص) في حال مرضه دواة وكتفا ليكتب فيه كتابا لا يختلفون بعده وأراد أن ينص حال موته على ابن عمه عليّ بن أبي طالب (ع) فمنعهم عمر وقال ان نبيكم ليهجر فوقعت الغوغاء وضجر النبي (ص) فقال أهله لا ينبعي عند النبي (ص) هذه الغوغاء فاختلفوا فقال بعضهم احضروا ما طلب وقال آخرون ابعدوا وهل يجوز مواجهة العامي بهذا فكيف سيد المرسلين ما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى.
ومن أوضح الأمور ان نسبة الهجر إلى رسول الله :
إساءة أدب معه بل كفر بمقامه فإنه مخالف للعقل والشرع أما العقل فلأن الهجر هو الهذيان يقال هجر النائم إذا هذي كما في القاموس وهذا ممتنع عقلا على النبي (ص) في صحته ومرضه لأن من جاز عليه الهجر ولم يؤمن عليه الهذيان والخطأ أمكن التشكيك في كثير من أقواله وأفعاله فلا يكون قوله وفعله حجة وهو مناف لمنزلة النبوة وناف لفائدة البعثة وأما الشرع فلقوله تعالى (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ* وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ* وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ).