الشيوعية والتشيع :
زعم الخطيب في كتابه ص ٣٢ أنّ الشيوعية التي تفاقمت في العراق وبحزب توده في ايران اكثر ممّا كان لها من اثر في سائر العالم الإسلامي هي وليدة التشيّع والشيوعيّون في ذينك القطرين من صميم ابناء الشيعة الخ. الجواب الشيوعية لم تؤثر في ذينك القطرين لا سيّما في ايران اكثر ممّا أثّرت في سائر العالم الإسلامي وقد بذلت في سبيل تحقق امنياتها في ايران منذ ظهرت إلى الآن اموالا كثيرة وفعلت افاعيلها السياسيّة الهدّامة وعاونها في ذلك عوامل استراتيجية وكون ايران محاذية لام الحكومات الشيوعية واعظمها سلطة ورغبتها في بسط نفوذها الغاشم في ايران لما فيها من آبار النفط وغيرها وكونها طريقا للاستيلاء على الهند والباكستان واحتل جيش الروس في الحرب العالمية الثانية ١٩٤١ م اقليم خراسان ومازندران وآذربيجان وجيلان فنشأت في آذربيجان تحت اضطهاد الجنود الأجنبية واشرافها حكومة شيوعيّة ومع ذلك لم تنجح مساعيها في ايران ولم تنل ما أرادت من السلطة على ايران الشيعية فقاوم أهل آذربيجان الاتجاهات الأجنبيّة واستقامت بقوته الروحية الاسلاميّة وتحملت الكوارث والمحن الشديدة حتى فشلت دعايات الشيوعيّين فلم تؤثر في الآذربايجانيين ولا في غيرهم لكونهم من صميم أبناء الشيعة وأغنياء عن الأساليب الاقتصادية التي تعرضها عليهم الشيوعية ولأنهم مؤمنون بأن التعاليم الاسلاميّة نظمت جميع المنظمات الاقتصادية والاجتماعية.
ولو كان التشيّع سبب تأثر ايران والعراق من الشيوعيّة فما سببه في تأثر البلاد السنية ففي بعض الممالك السنية نرى الحزب الشيوعي من اقوى الأحزاب تأثرا في الثورات والحوادث السياسية وبحقها كألبانيا التي اعتنقت الشيوعية وهذه كتب علمائهم ومثقفيهم حتى الاسلامية فيها بين ايدينا قد تأثر بعضها بآراء الشيوعيّين ويرى القارئ ميل مصنّفيها إلى النظام الشيوعي وجرائد الأحزاب الشيوعية ومجلّاتها ودعاياتها في تلك البلاد وأمّا في ايران فقد