الكلام في جهاد عليّ عليهالسلام :
اما الجهاد فنقول : إنّما شيّدت مباني الدين وثبتت قواعده وظهرت معالمه بسيف مولانا امير المؤمنين (ع) وتعجبت الملائكة من شدة بلائه في الحرب ففي غزاة بدر وهي الداهية العظمى على المسلمين وأوّل حرب ابتلوا بها قتل صناديد قريش الذين طلبوا المبارزة كالوليد بن عتبة والعاص بن سعيد بن العاص الذي أحجم المسلمون عنه ونوفل بن خويلد الذي قرن أبا بكر وطلحة بمكة قبل الهجرة وأوثقهما بحبل وعذّبهما وقال رسول الله (ص) لمّا عرف حضوره في الحرب اللهم اكفني نوفلا ولمّا قتله عليّ قال رسول الله (ص) الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه ولم يزل يقتل في ذلك اليوم واحدا بعد واحد حتى قتل نصف المقتولين وكانوا سبعين نفرا وقتل هو والمسلمون كافة وثلاثة آلاف من الملائكة المسوّمين النصف الآخر وفي غزاة أحد انهزم المسلمون عن النبي (ص) ورمي رسول الله (ص) وضربه المشركون بالسيوف والرماح وعليّ يدافع عنه فنظر إليه النبي (ص) بعد افاقته من غشيته وقال ما فعل المسلمون فقال نقضوا العهد وولّوا الدّبر فقال رسول الله اكفني هؤلاء فكشفهم عنه وصاح صائح بالمدينة قتل رسول الله (ص) فانخلعت القلوب ونزل جبرئيل قائلا لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا عليّ وقال للنبي (ص) يا رسول الله لقد عجبت من حسن مواساة علي لك بنفسه فقال النبي (ص) ما يمنعه من ذلك وهو مني وأنا منه ورجع بعض الناس وفرّ ابو بكر وعمر وعثمان بن عفان ورجع عثمان بعد ثلاثة أيام فقال النبي (ص) لقد ذهبت بها عريضا وفي غزوة الخندق أحدق المشركون بالمدينة كما قال الله إذ جاءكم من فوقكم ومن اسفل منكم ونادى المشركون بالبراز فلم يخرج سوى علي وفيه قتل أمير المؤمنين (ع) عمرو بن عبيدة قال ربيعة السعدي أتيت حذيفة بن اليمان فقلت يا أبا عبد الله إنا لنتحدث عن علي ومناقبه فيقول أهل البصرة إنكم لتفرطون في علي فهل تحدثني بحديث فقال حذيفة