وبعبارة اخرى نقول : الامامة استمرار للنبوة والدليل الذي يوجب ارسال الرسل وبعث الأنبياء هو نفسه يوجب أيضا نصب الامام بعد الرسول فلذلك نقول إن الامامة لا تكون إلّا بالنصّ من الله تعالى على لسان النبي (ص) او لسان الامام الذي قبله وليست هي بالاختيار والانتخاب من الناس كما فعل العامة بالنسبة الى ابي بكر فليس لهم اذا شاءوا ان يعينوا إماما لهم عيّنوه ومتى شاءوا أن يتركوا تعيينه تركوه ليصحّ لهم البقاء بلا امام بل من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهليّة على ما ثبت ذلك عن الرسول الأعظم بالحديث المستفيض.
وعليه لا يجوز ان يخلو عصر من العصور من امام مفروض الطاعة منصوب من الله تعالى سواء ابى البشر أم لم يأبوا وسواء ناصروه أم لم يناصروه أطاعوه أم لم يطيعوه وسواء كان حاضرا أم غائبا عن أعين الناس إذ كما يصح أن يغيب النبي (ص) كغيبته في الغار والشعب صحّ ان يغيب الامام ولا فرق في حكم العقل بين طول الغيبة وقصرها.
عقيدة الامامية في عصمة الائمة الاثني عشر :
ونعتقد أن الامام كالنبي (ص) يجب ان يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سنّ الطفولة إلى الموت عمدا وسهوا كما يجب ان يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه حالهم في ذلك حال النبي (ص) والدليل الذي اقتضانا أن نعتقد بعصمة الأنبياء هو نفسه يقتضينا ان نعتقد بعصمة الأئمة بلا فرق.
عقيدة الشيعة الاثني عشرية في عدد الائمة :
تعتقد الامامية أن الأئمة كانوا اثنا عشر شخصا أوّلهم علي بن أبي طالب (ع) وآخرهم الحجة المهدي بن الحسن عليهماالسلام كما في صحيح مسلم