نشطت الحركة العلمية وكان طبيعيا ان تفشى العلوم في ظل سلطانهم لأنهم كانوا يجعلون حقهم في الأمة قائما على انهم سلالة النبي (ص) وكانوا يقولون انهم سيشيدون على اطلال الحكومة الموسومة بالزندقة عند أهل التقى نظاما على سنة النبي (ص) واحكام الدين الإلهي فنهض أهل البيت وبقية العلماء لنشر العلم إذ وجد المسلمون حرية الرأي والتفوا حول آل البيت لانتهال العلوم من موردهم العذب وكان الامام الصادق (ع) هو الشخصية التي يتطلع إليها الناس يوم طلع فجر النهضة العلمية فحملوا عنه إلى سائر الأقطار وقصده طلاب العلم من أقطار العالم فكان تلاميذ الصادق (ع) أربعة آلاف نسمة.
أهل الحديث وأهل الرأي :
وكان الحديث في العراق قليلا ولكن انفتح فيه باب الرأي والقياس وقد أخذه حماده عن ابراهيم النخعي المتوفى سنة ٩٥ ه ٧١٣ وأخذه أبو حنيفة نعمان بن ثابت الكابلي الأصل متولد الكوفة ٨٠ ه متوفى ١٥٠ ه عن حماد وكان أهل الحديث يعيبون أهل الرأي لأنهم يتركون الأحاديث لأقيستهم ، والدين لا يقاس بالرأي ، وإنما سموا أهل الرأي ، لأن عنايتهم بتحصيل وجه من القياس وأصحاب أبي حنيفة محمد بن الحسن الشيباني وأبو يوسف القاضي وزفر بن الهذيل والحسن بن زياد اللؤلؤي وأبو مطيع البلخي وبشر الريس فهؤلاء عرفوا بأهل الرأي وبهذا افترقت الأمة إلى فرقتين أهل حديث وأهل الرأي أو أهل المدينة وأهل الكوفة.
نشوء المذاهب :
أصبح النشاط العلمي واسع النطاق فكان في كل بلد إمام له مذهب ينسب إليه وكثر عدد المذاهب والمنتمون إليها إلا أنه لم يكتب البقاء