ذي الحجة وهو يوم غدير خمّ الذي رقى فيه رسول الله (ص) منبرا صنعه المسلمون له من حدوج الابل وخطب عليه مبيّنا فضل أهل بيته وفضل المرتضى إلى آخر ما قاله وهو يخطب ألست اولى بكم من انفسكم فقال المسلمون بلى فلمّا أخذ الاقرار منهم بذلك قال من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه هذا بعض ما قاله الرسول (ص) في شأن أبي الحسن عليّ بن أبي طالب (ع) فكانت الشيعة ترى هذا اليوم عيدا من أجلّ الأعياد في أقطار العالم حتى لا يكون منسيا.
بتاريخ ٣٥٢ ه أمر معز الدولة لأجل
عاشوراء بتعطيل السوق في بغداد :
وكان الشيعة كما يقول ابن الاثير يعملون يوم عاشوراء من المآتم والنوح واظهار الحزن ما هو مشهور في جميع البلاد ولكن آل بويه عمّموه على البلاد كلّها وما قصروه على الشيعة فحسب فإنّ معز الدولة احمد بن بويه أمر الناس في العاشر من المحرّم أن يغلقوا دكاكينهم ويبطلوا الأسواق والبيع والشراء وأن يظهروا النياحة ويلبسوا ثيابا عملوها بالمسوح ففعل الناس ذلك انظر ابن الأثير في حوادث عام ٣٥٢ ه فكيف ترى شأن هذا اليوم والملوك من آل بويه تتخذه يوم حزن ونياحة وتأثر الناس بذلك وكيف لا تقوى الشيعة على الاستمرار على تلك الشعائر والملوك تأخذ بأيديهم وكان هذان اليومان يوم الغدير ١٨ من ذي الحجة ويوم عاشر من المحرّم مظهرا شيعيّا ومن ثم يؤيدهما ملوك الشيعة وما اقتصر آل بويه على خدمة المذهب بظاهر السرور يوم الغدير وشعائر الحزن يوم العاشر من المحرّم فحسب بل كانوا يبذلون جهدهم في خدمة أهل البيت من شتى الوسائل فكانوا يحترمون علماء الشيعة بجميع طرق الاحترام من التبجيل والعناية وبذل الأموال الكثيرة حتى أن عضد الدولة كان يركب في موكبه العظيم لزيارة