الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان كما قال ابن الأثير في حوادث عام ٣٧٢ ه ج ٩ ص ٨ واسكنوا الشيعة في المشاهد المقدّسة وخصّصوا لهم الرواتب وأجزلوا لهم العطاء فإنّ تلك المشاهد إذا سكنت فيها الشيعة سهل على الزائرين الاقامة فيها وأقاموا الأبنية الضخمة وعليها القباب الرفيعة لتلك الضرائح المقدسة حتى انّ عضد الدولة استقام في المشهد العلوي النجف الأشرف لتعمير المرقد الشريف هو وجنده قريبا من سنة فعمّر عمارة كانت الغاية في العظمة والفخامة والاتقان في ذلك العهد وبناء الدور والرباطات واجزل العطاء وجمع السادات في كربلاء وصار مجموع عددهم ٢٢٠٠ نفر ففرق عليهم الأموال ثم توجّه الى زيارة النجف الأشرف بتاريخ ٣٤٨ ه لزيارة امير المؤمنين عليهالسلام وخرّب عمارة هارون الرشيد وشيّد قبر علي بن ابي طالب (ع) باسلوب جديد وجلب من الهند العود ليصنع منه صندوق قبر امير المؤمنين عليهالسلام واكرم سادات النجف الأشرف وكان مجموع عددهم ٧٠٠ نفر وفي هذا التاريخ ١٣٩٦ صار مجموع السادات والعلويّين في اقطار العالم ثلاثين مليون نسمة.
وملخّص الكلام أنهم اجتهدوا في خدمة المذهب ما استطاعوا وأحيوا التشيع ما قدروا حتى أن بعض المؤرّخين اعترف بانتشار التشيّع في عهدهم وتكثر الشيعة في دولتهم وآثارهم في ايران والعراق شاهدة عليه وقد خلّدها التاريخ ومن وقف على تاريخ ايران قبل دولتهم وفي ايامهم عرف ما كان لهم من الاثر الجليل في حفظ التشيع ونشره وكفى لاستقامة التشيع وانتشاره جهد هؤلاء الملوك واعيان الوزراء أمثال الصاحب بن عباد الطالقاني وغيره وكان الصاحب وزيرا لفخر الدولة وكان عالما اديبا شاعرا جليل القدر في العلم والأدب والدين والدنيا اجتمع حوله من العلماء والشعراء ما لم يجتمع حول سواه إلا سيف الدولة آل حمدان ولأجله ألف ابن بابويه عيون الأخبار والثعالبي يتيمة الدهر في احواله واحوال شعرائه وكتاب المحيط في اللغة.