لم يصرّح به (١).
قال القرطبي : ولهذا والله أعلم قال بعض المتأخرين من المفسرين : إن الأقرب أن تكون هذه الدابة إنساناً متكلماً يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم لينقطعوا ، فيهلك من هلك عن بيِّنة ، ويحيى من حيَّ عن بينة (٢).
أقول : ويدل على أنها من الإنس أنها تكلِّم الناس كما في قوله تعالى (تُكَلِّمُهُمْ) ، وأنها تميّز المؤمن من الكافر ، وأنها تسِمُ المؤمن بالعصا ، وتختم الكافر بالخاتم ... وذلك كله من الصفات المعهودة في البشر لا في غيرهم.
وعلى كل حال ، فإن قلنا إن دابة الأرض هي علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فليس من الإنصاف أن ننكر أن عنده عصا موسى وخاتم سليمان ، وإن قلنا إن دابة الأرض غيره ، فليس من الإنصاف أن نستعظم حيازته عليهالسلام للعصا والخاتم ، ولا نستعظم حيازة الدابة لهما.
قال الجزائري : ٣ الازدراء من نفس صاحب هذا المعتقد والدلالة
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) المصدر السابق.