وإنك على خير (١).
والحاصل أن منزلة علي عليهالسلام من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تقتضي أن يسمع منه صلىاللهعليهوآله ما لا يسمعه غيره ، وأن يعلم منه ما لا يعلمه غيره ، كما صحَّ عندهم مثل ذلك في أبي هريرة فيما أخرجه البخاري بسنده عن أبي هريرة إذ قال : إن الناس يقولون : أكثَرَ أبو هريرة. ولو لا آيتان في كتاب الله ما حدَّثت حديثاً. ثمّ يتلو (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ) إلى قوله (الرَّحِيمُ) ، إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق في الأسواق ، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم ، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بشبع بطنه ، ويحضر ما لا يحضرون ، ويحفظ ما لا يحفظون (٢).
وأخرج أيضاً عنه أنه قال : حفظت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعاءين ، فأما أحدهما فبثثْته ، وأما الآخر فلو بثثْته قُطع هذا البلعوم (٣).
فإذا صح عندهم مثل ذلك في حق أبي هريرة فمن باب أولى يصح مثله على الأقل في حق علي عليهالسلام الذي صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) نهج البلاغة ، ص ٢٠٠.
(٢) صحيح البخاري ١/٣٩ كتاب العلم ، باب حفظ العلم.
(٣) المصر السابق ١/٤٠.