ليله ، ويصوم نهاره ، وسُمّي كاظماً لفرط تجاوزه عن المعتدين ... وكانت له كرامات ظاهرة ومناقب لا يسع مثل هذا الموضع ذكرها (١).
وبالجملة ، فالإمام موسى بن جعفر عليهالسلام هو بدرجة من الجلالة والرفعة وعظم الشأن بحيث لا يُنكر في حقه أن يكون واحداً من أولئك المحدَّثين.
٢ ـ لعلَّ الإمام عليهالسلام إنما قال ذلك بناءً على ما هو الظاهر من أن الله سبحانه يغضب على مَن فعَل فعلاً من الأمور العظيمة التي يكون لها آثار سيّئة على الإسلام والمسلمين ، فإن الإمام عليهالسلام لما رأى أن جماعة من الشيعة قد تركوا التقية وصرَّحوا باسم الإمام عليهالسلام ، علِمَ أن الله قد غضب عليهم ، بتعريضهم الإمام عليهالسلام أو باقي الشيعة للقتل والهلاك ، لأن مَن أعان على قتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله مكتوباً بين عينيه : «آيس من رحمة الله» كما جاء في الخبر (٢) ، فكيف بمن تسبَّب في قتل إمام المسلمين؟!
قال الجزائري : ٢ ـ الكذب على موسى الكاظم رحمهالله وبهته بهذه الفرية التي هو منها والله لبراء.
__________________
(١) سبائك الذهب ، ص ٧٥.
(٢) أخرجه ابن ماجة في السنن ٢/٨٧٤ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٨/٢٢ ، والمنذري في الترغيب والترهيب ٣/١٨٥ ، والتبريزي في مشكاة المصابيح ٢/١٠٣٥ وغيرهم.