أوحي إلى النبيين (١).
والحاصل أن زعمه بأن الحديث يدل دلالة واضحة بمنطوقه ومفهومه على نبوة موسى الكاظم زعم باطل ، فإن الحديث بمنطوقه لا يدل كما قلنا على أكثر من أن الإمام الكاظم عليهالسلام قد علم أن الله غضب على جماعة من الشيعة ، فخيَّره الله نفسه أو الشيعة ، فاختار عليهالسلام وقايتهم بنفسه.
أما كيف علم الإمام عليهالسلام أن الله قد غضب على الشيعة ، وكيف خيَّره الله بين ذينك الأمرين ، فهذا لم يتضح لا من منطوق الحديث ولا من مفهومه كما هو واضح ، وقد بيَّنَّاه فيما تقدم.
وأما المفهوم ، فإن كان لهذا الحديث مفهوم فهو مفهوم اللقَب ، وهو غير حجة كما هو معلوم عند الأصوليين.
والظاهر أن الجزائري ذكر هذه الكلمة وهو لا يعرف معناها في الاصطلاح ، ويدل على ذلك زعمه دلالة المنطوق والمفهوم كليهما على معنى واحد ، وهو غير صحيح ، لأن المنطوق والمفهوم لا بد أن يدل كل واحد منهما على معنى لا يدل عليه الآخر ، وهو واضح لمن لديه أدنى معرفة بالمفاهيم.
وعلى كل حال ، فإنا لو سلَّمنا جدَلاً بدلالة هذا الحديث على ما
__________________
(١) الجامع لأحكام القرآن ١١/١٩٥.