ولعل غضب الله عليهم إنما كان لتركهم التقية كما تقدم ، إذ صرَّحوا باسم الإمام عليهالسلام ، أو لأنهم تركوا طاعة الإمام عليهالسلام فعملوا ما يستوجب غضب الرشيد ، فرأى الإمام عليهالسلام أنه إن نجا بنفسه تتبَّع الرشيد الشيعة ولاحقهم ، فإما أن يهلكهم ، أو يظفر بالإمام عليهالسلام ، فاختار الإمام عليهالسلام أن يظهر للرشيد وقاية للشيعة مما يتوقع نزوله بهم من القتل.
فالإمام عليهالسلام أخبر بأنه فعل ما يوجب حفظ الشيعة وحقن دمائهم مع ما صدر منهم من الأفعال التي نتج عنها تعريض الإمام عليهالسلام للقتل.
والحاصل أن الحديث لا يدل على أن الإمام فدى الشيعة من غضب الله وعذابه حتى يلزم منه اتحاد الشيعة والنصارى في عقيدة الصلب والفداء.
ولو سلَّمنا بدلالة الحديث على ذلك فمع ضعف سنده لا يصلح للاحتجاج به على شيء.
ومع ذلك كله لو سلّمنا بأن الشيعة يعتقدون أن الإمام الكاظم عليه السلام قد فدى الشيعة من غضب الرب وعذابه ، فهذا لا يستلزم أن تكون عقيدة الشيعة والنصارى واحدة ، لأن النصارى يعتقدون ذلك في المسيح عليهالسلام لا الإمام الكاظم ، ولو سلمنا بأن الشيعة يعتقدون الفداء من الإمام الكاظم عليهالسلام ، فهم لا يعتقدون ذلك من المسيح عليهالسلام ، ومجرد تشابه المعتقدات من بعض الجهات لا يعني اتحادها ، فإن النصارى يعتقدون أن المسيح عليهالسلام هو خاتم الأنبياء ، والمسلمون يعتقدون أن خاتمهم هو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا لا يعني اتحاد المسلمين والنصارى في إحدى