أرأف بعباده من أن يمنعهم مثل هذا اللطف ، ويفرض طاعة من ليس كذلك ، فيصير سبباً لمزيد تحيّرهم (١).
قال الجزائري : وهم بذلك أنبياء مرسلون أو كالأنبياء المرسلين سواءً بسواء.
وأقول :
إن القول بأن الله تعالى لا يحجب عن الأئمة عليهمالسلام خبر السماء لا يستلزم أن يكونوا أنبياء ، إذ يحتمل أنه تعالى يُلهِمهم أخبار السماء وما يحتاج إليه الناس ، أو يحدِّثهم الملَك ، أو أنهم تلقَّوا ذلك من رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ثمّ إنا بيَّنَّا أن الأئمة عليهمالسلام ليسوا بأنبياء مرسلين ، بل إن القول بنبوة واحد منهم كفر بلا إشكال ، وإنما هم علماء صادقون محدَّثون ملهَمون ، وبهذا نطقت الأخبار الثابتة ، كصحيحة محمد بن إسماعيل ، قال : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول : الأئمة علماء صادقون مفهَّمون محدَّثون (٢).
__________________
(١) مرآة العقول ٣/١٣٠.
(٢) الكافي ١/٢٧١. قال المجلسي في مرآة العقول ٣/١٦٤ : علماء أي هم العلماء المذكورون في قوله تعالى ((هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ)) الآية. صادقون إشارة إلى قوله سبحانه ((وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)). مفهومون من جهة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهمهم القرآن وتفسيره وتأويله وغير ذلك من العلوم والمعارف. محدثون