فَارقَهم فقد فَارق الجماعَة ، وأحاديثهم الدالة على ذلك كثيرة جداً.
منها : ما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنه قال : مَن أطاعني فقد أطاع الله ، ومَن يعصني فقد عصى الله ، ومن يطع الامير فقد أطاعني ، ومن يعص الأمير فقد عصاني (١).
ومنها : ما أخرجه البخاري واللفظ له ومسلم وأحمد والدارمي والبيهقي وغيرهم ، عن ابن عباس ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَن رأى من أميره شيئاً فكرهه فليصبر ، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتة جاهلية (٢).
فإذا كان الحال كذلك فأي غضاضة في أن تكون طاعة أئمة أهل البيت عليهمالسلام واجبة ، ويكون اتِّباعهم لازماً ، فإنهم أحد الثقلين اللذين حثَّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على مراعاتهما والتمسّك بهما ،
__________________
(١) صحيح البخاري ٤/٦٠ كتاب فضل الجهاد والسير ، باب يقاتل من وراء الامام ويتقى به ، ٩/٧٧ كتاب الاحكام ، الباب الاول. مسند أحمد ٢/٢٥٢ ـ ٢٥٣ ، ٣٤٢ ، ٤١٦ ، ٤٦٧.
(٢) صحيح البخاري ٩/٥٩ كتاب الفتن ، باب قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : سترون بعدي امورا تنكرونها ، ٩/٧٨ كتاب الاحكام ، باب السمع والطاعة للامام ما لم تكن معصية. صحيح مسلم ٣/١٤٧٧ كتاب الامارة ، باب رقم ١٣. مسند أحمد ١/٢٧٥ ، ٢٩٧ ، ٣١٠. سنن الدارمي ٢/٢٤١. السنن الكبرى ١٥٧/٨.