أئمة أهل البيت عليهمالسلام هم الذين تجب مودَّتهم وموالاتهم وطاعتهم ، والاقتداء بهم ، والتمسّك بحبلهم ، ويجب اعتقاد عصمتهم ، وما إلى ذلك مما ثبت لهم بالأدلة الصحيحة ، ولا يثبت كفر أهل السنة باعتقادهم وجوب موالاة كافة الصحابة حتى المنافقين منهم والطلقاء وأبناء الطلقاء ، ووجوب التمسك بهم واقتفاء آثارهم ، كما تجب طاعة سلاطين الجور المتسلِّطين على الأمة بالقوة والقهر ، ويجب اعتقاد عصمة هذه الأمة من الخطأ ، إلى غير ذلك مما هو معلوم من عقائدهم؟!
وأما فصل أمَّة الشيعة عن المسلمين فقد أجبنا عنه فيما تقدَّم ، وقلنا بأنه إن كان مراده بالمسلمين هم مَن يُعرفون بأهل السنة فهؤلاء لا يجب اتِّباعهم ، وإن أراد بهم غيرهم فكل طائفة من طوائف المسلمين قد افترقت عن غيرها في أصولها وفروعها ، والمحذور هو مخالفة الكتاب والسنة ، وأما ما عدا ذلك فلا محذور في مخالفته ألبتة.
وقوله : «إن القصد من اختلاق هذه الأحاديث هو فصل الشيعة عن الإسلام والمسلمين ، للقضاء على الإسلام والمسلمين» لا يخفى ما فيه من الضعف والركاكة (١) ، لأن الأحاديث المذكورة أحاديث
__________________
(١) إن الكاتب ليشعر بالخجل من العلماء والمفكرين والمثقفين وهو يرد على هذا الكلام الركيك المضطرب وأمثاله مما ملأ الجزائري به كتيبه ، ولكن يلجئني إلى رده خوفي من أن ينخدع به بعض ضعفة المؤمنين ، والله المستعان.