وقوله :
ألا أبلِغا عني على ذاتِ بينِنا |
|
لُؤيًّا وخُصَّا من لؤي بني كعْبِ |
ألم تعلموا أنَّا وجدنا محمداً |
|
نبيّا كموسى خُطَّ في أولِ الكتْبِ |
وأن عليه في العبادِ محبة |
|
ولا خير ممن خصَّه الله بالحُبِ(١) |
والحاصل أن القول بكفر واحد ممن صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وإن جلَّ عند قوم لا يستلزم كفر طائفة من طوائف المسلمين أو أحد من أهل القبلة ، وما يُلزَم به الشيعة من تكفير بعض من يعتبرهم أهل السنة من أجلاء الصحابة ، يرِد على أهل السنة سواءً بسواء ، بل إن الحجة على أهل السنة أتم وأظهر ، وذلك لأن أبا طالب عليهالسلام الذي تجرَّءوا على تكفيره ، يعترف جمع من علمائهم بإيمانه ، فكان الواجب عليهم ألا يتسرَّعوا في تكفير من اختلفوا هم أنفسهم في إيمانه وكفره ، بخلاف من كفره الشيعة ، فإنهم لم يختلفوا فيه ، وشتان ما بين هذين الأمرين.
قال الجزائري : فقل لي بربك أيها الشيعي ، ألم يكن لهذا التكفير واللعن والبراء لأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هدف وغاية؟ بلى أيها الشيعي ،
__________________
الثعلبي في تفسيره وقال : قد اتفق على صحة نقل هذه الأبيات عن أبي طالب مقاتل وعبد الله بن عباس والقسم بن محضرة وعطاء بن دينار.
(١) السيرة النبوية ١/٣٥٢. البداية والنهاية ٣/٨٤. أسنى المطالب ، ص ٢٤.